10 أفكار تساعدك على الإنجاز في مشاريعك المتعددة:
سواءً كنت طالبًا جامعيًا يجب عليه القيام بتكاليف المواد مع زملاء الفصل، أو لديك مجموعات تطوعية وثقافية، أو مشاريع تجارية.. هنا بعض الأفكار التي قد تفيد في أدائك لأكثر من مشروع في وقت واحد.


ديسمبر ٢٠٢٠
منذ 2009 وأنا أعمل على عدة مشاريع متوازية بين أكاديمية وثقافية وتجارية. وخلال هذه السنوات تعاملت مع شخصيات مختلفة من زملائي، خرجت منها بقصص نجاح وفشل علمتني كيف أعمل على عدة مشاريع في نفس الوقت.
سواءً كنت طالبًا جامعيًا يجب عليك القيام بتكاليف المواد مع زملاء الفصل، أو لديك مجموعات تطوعية وثقافية، أو مشاريع تجارية.. هنا بعض الأفكار التي قد تفيد في أدائك لأكثر من مشروع في وقت واحد:
سواء كان هدفك ماليًا، أو فقط العمل والتعلم من ذوي الخبرة، حدد هدفك بوضوح.
فقد تتطلب منك هذه المشاريع جهدًا ووقتًا كبيرين لإنجاز مهامك، فالوضوح مع نفسك وشركائك في المشروع يبقيك نشطًا ومتحمسًا للوصول إلى هدفك.
لا تخجل أيضًا من مشاركة هذا الهدف في الأحاديث الجانبية بعد اجتماعاتكم مثلًا، أو مع أهلك وأصدقائك خارج الفريق، حيث أنها ترتب أفكارك وتذكرك بالسبب الذي جعلك تلتحق بهذا المشروع في المقام الأول.
الأفكار تتغير، والهمم تعلو وتخبو ويبقى الأشخاص الذين تتشارك معهم “الحلوة والمرة”.
قدرتك على إقناع أناس أكفاء ومنسجمين لمشاركتك مشروعك ومن ثم الثقة بهم في الاهتمام بالجزء الموكل إليهم سيختصر عليك الوقت في إدارة المشروع والتركيز على المهام الموكلة إليك.
بالطبع مثل هؤلاء الناس يصعب إقناعهم، والثمن الذي يطلبونه قد يكون مرتفعًا (حصة من العوائد، وقت أكبر لنقاشهم، جهد أكثر لتوحيد وجهات النظر..الخ) لكنك تعوّل كثيرًا على أدائهم بعد أن تقوم بكل الذي عليك ليقرروا الانضمام للفريق.
قد يأخذك الحماس للعب أدوار كبيرة ومتعددة تأخذ من مواردك الأساسية (الوقت، الجهد، وربما المال). لذلك تعريف دورك بشكل واضح في كل مشروع قد يفيدك في استيعاب المهام التي يجب عليك القيام بها ومشاركة ذلك مع الآخرين حتى تتوافق التوقعات المطلوبة من كل عضو في الفريق.
من التمارين التي وجدتها عملية هو استعراض المهام التي “لا” تعتقد أنها ضمن عملك والاتفاق على هذا مع الفريق حتى لا تختلف وجهات النظر لاحقًا.
بعد تعريف دورك في كل مشروع، حاول بشكل أسبوعي أن تضع المهام التي يجب عليك القيام بها لتغطية هذا الدور. قد تكون المهام بسيطة كالاتصال بعضو في الفريق وجدته غير منسجم في اجتماعكم الأخير، وقد يكون ملفًا مهما يأخذ منك عدة ساعات لأنه يقوم عليه شغل زملائك الآخرين.
التفكير بشكل أسبوعي يجعلنا نفكر بالمهام الجاهزة للتنفيذ (حتى لو كانت المهمة كبيرة وتتطلب أكثر من أسبوع، حاول تقسيمها لعدة أسابيع لتخرج بالجودة التي تريد). يفيدك التفكير بشكل أسبوعي كذلك في التنبأ ببعض التقاطعات التي قد تحدث بين مشاريعك المختلفة، مما يجعلك تستبق الزمن وتعمل على عدة مهام بشكل مبكر حتى لا تؤخر مشروعًا بسبب آخر قدر الإمكان.
أيضًا “التفكير الأسبوعي” سيجعلك تلحظ أوقات ميتة في أسبوعك لم تلقِ لها بالًا من قبل؛ صباح الجمعة، ساعة قبل الدوام، الوقت الضائع في قيادتك للسيارة. كلها تجعلك تفكر في تنظيم مهامك لتناسب هذه الأوقات (ترتيب المكالمات الدورية أثناء القيادة مثلًا، كتابة الإيميلات المهمة قبل بداية الدوام وجدولتها للساعة التي تريد).
الروتين المتزن ينظم وقتك ويجعلك أكثر إنتاجًا، بل وأكثر حضورًا في مناسباتك الاجتماعية والفعاليات الأخرى التي ليس لها علاقة بمشاريعك. التخطيط الجيد هو من يدفع الروتين ليخرج من كونه مملًا، إلى سبب في استمتاعك أكثر بوقت فراغك.
ماذا عن التركيز؟!
قد توحي لك النقاط السابقة بأنك ستكون مشتتًا ضمن فرق مختلفة يضيع بينها الجهد والوقت. قد يكون هذا صحيحًا إذا اختلفت أدوارك بشكل كبير بين كل مشروع وآخر. لذلك حين تجتهد في تعريف أدوارك في كل فريق، ربما ستميل إلى اختيار مهام متشابهة إلى حد كبير.
هل تساءلت مثلًا كيف لعدة أشخاص من خلفية تقنية أو برمجية المشاركة في عدة شركات؟ الجواب -صدق أو لا تصدق- هو في التركيز! وأعني هنا التركيز على مهارات معينة يقومون بتكرارها وتطويرها وتبنيها بشكل مكثف ليبرعوا فيها ويجد شركائهم فيهم إضافة مميزة للمشروع.
إذا كان يستهويك الجانب التسويقي، كتابة المحتوى، التخطيط المالي، الاستراتيجية، تطوير الموارد البشرية، التقنية بكل فروعها.. الخ فتبنّ مجموعة مهارات معينة في مجال محدد، وحاول أن توظفها في أدوارك بين تلك المشاريع. مع مرور الوقت ستكتشف أن معرفتك بمعلومة جديدة عن طريق مشروع معين سيحسّن من أدائك في مشروع آخر.
كُن واضحًا في ترتيب مشاريعك مع زملائك قدر الإمكان. إن كنت طالبًا وتعمل على مشروع تجاري، أو موظفًا وشريكًا في المساء لمشروع ناشئ، فاجعل أولوياتك (دراستك أو المشروع) واضحة لشركائك. هل تستطيع الاستقالة من وظيفتك/ أو ترك دراستك والانضمام بشكل كامل لمشروعك؟
الإجابة عن مثل هذه الأسئلة سيريح شركاؤك -ونفسك- حين تكثر المهام وتواجه ظروفًا لم تكن موجودة قبل قرار انضمامك. مثل هذه الأولويات تجعلك تتخذ قرارًا بشكل مريح ومفهوم من زملائك (دراستي أولى، وظيفتي تغطي تكاليف معيشتي.. الخ).
أنت تشارك بقيمتك، وليس بوقتك أو جهدك فقط. بمعنى أنه يجب عليك معرفة لماذا وافق شركاؤك على العمل معك. ما هي الإضافة المميزة التي تقدمها للفريق؟
إذا عرفت إجابة هذا السؤال فعظّم من هذه الإضافة وأشعرهم بها بشكل مستمر. القيمة التي تقدمها هي ما تجعلك خيارًا منطقيًا لشركائك لبدء تجارة ما، خبرتك المتراكمة تجعلك تتخذ القرارات الصحيحة وتعفي زملائك من مسؤوليات دورك المنوط بك، وتبعات القرارات الخاطئة.
الخوض في مشاريع كثيرة ليس نجاحًا، وإنما هي قصص لم تكتمل بعد. هي ليست وسامًا أو تعريفًا لملء البايو في تويتر.
أن تعمل على مشروع واحد لعشر سنوات ليخرج للضوء خير من عشرات المشاريع المهملة (وليس الفاشلة) فالإهمال خصلة سيئة قد تكون أحد أسباب الفشل.
أعود هنا لنقطة التركيز، ويختلف هذا باختلاف مرحلتك ومسؤولياتك وطبيعة المشروع والفريق، ولذلك متى ما فقدته فالتخارج هو الأسلم حتى لا تضر المشروع نفسه أو تصل لمرحلة من الاحتراق المهني.
الفرص لا تنتهي، والأشخاص الرهيبين دائما هنا، الفارق هو أنت ومرحلتك التي تعيشها.
فالنجاح أقرب للمستعدين. فليس كل نجاح تم تحقيقه كان بسبب الأشخاص الأفضل، وإنما كانوا الأكثر استعدادًا من ناحية الظروف والإمكانيات. أن تكون سهل الوصول، منفتحًا على الأفكار المتنوعة والدماء الجديدة.. هذه بحد ذاتها صفة خطط أن تحافظ عليها ولا تجعل المسؤوليات تحرمك منها قدر الإمكان.
فهذا الانفتاح يتطلب جهدًا ووعيًا لتحافظ عليه، وربما لتبدأ مشروعك القادم!

99٪ من الأطباء يقولون أن البرشومي مفيد للعقل والقلب. فلعل النشرة تفيدهما أيضًا.