سكنتُ حتى هذا اليوم في 11 بيت منذ ولادتي، لظروف دراسة وغيرها، فصرت أتكيّف مع المدينة التي أعيش فيها. ويبقى الحنين كل الحنين إلى قريتي في الباحة.
غابة خيرة، الباحة.
أحدثكم اليوم عن رياضي أنا:
الرياض التي أحب:
لستُ من أهل الرياض، قدمت إليها في 7 يوليو 2019، لفرصة وظيفية تحمّست لها بعد إصراري على البقاء في جدة لست أشهر.
والحقيقة أنّي لا أعبأ بالمدن. فبعد أن تتنقل بين 10 بيوت، شيء ما يشتغل فيك فتعرف ماذا تفعل لتجعله مسكنك. كنت أصادف زملائي من جدة يشتكون من حنينهم إلى البحر. هؤلاء الأسماك في الأغلب لم يذهبوا إلى جامعة الملك فهد، حيث تتعامل مع شعور الحنين هناك وتقتله وتستريح بقية عمرك.
كان أحد الأصدقاء يقول لي: في الرياض، تلقى أغلى شيء في السعودية، وأرخص شيء في السعودية. الرياض مدن، وعوالم، ومجتمعات مختلفة كثيرًا. وهذا حق، ليس فقط ماديًا، بل أن كثرة الخيارات هنا واسعة فعلًا. صحيح أنها تعتمد على عوامل ليست بيدك، مثل الجو الجيد والزحام وغيرها، لكنها رغم ذلك سخيّة بالتنوع.
في الشتاء، أحب كل يوم جمعة "أكشت" إما في سِعد شرق الرياض، أو في حريملاء شمال غرب الرياض. كما أن فعاليات صعود الجبال البطيء -تعرفون ترجمة أيش خخخ- متاحة في غرب الرياض، أو المشي في وادي حنيفة والدرعية عمومًا. أيضًا أتردد على اصطبلات الخيول في الجنادرية، حتى في الصيف، يكون الجو ملائمًا بعد المغرب. هذا دون أن أذكر مشاريع الرياض الكبرى مثل حدائق الملك سلمان، الرياض لخضراء، والدرعية، فالرياض تحتفي بمن يأتيها. وإذا ما عندك حساسية من الزحمة مثلي، ففعاليات الموسم ما تخلّص. كل يوم سبت، لازم أطلع مقهى. لازم. أرتب فيه أسبوعي القادم، وبتّ أكتب النشرة. فإذا سافرت عن الرياض، تعرف مدى تنوع مقاهيها، وجودتها.
لكن أكثر ما أحبّ في الرياض، هي المواهب التي انتقلت إليها. فأغلب من هاجر إليها هو قادر على العمل، ويبحث عن فرصة مهنية جيدة. جودة العلاقات هنا هي جزء أصيل من الرياض التي أعرف. ولأجلها هي فعلًا أجمل المدن التي أحلم بالعيش فيها، ولا أبالغ. ولذا صرت أحرص بشكل أسبوعي على لقاءات ناس رهيبة، أتعلم منها، وأتعرف عليها، وأرى ماذا يهمّهم وفي أيش يفكّرون. هذه العادة عرّفتني على أبومالح، وكانت سببًا في انتقالي إلى ثمانية.
